هذه خاطرة أنا التي كتبتها أتمنى أن تنال رضاكم
تقدمت تمشي بخطى رقيقة ومتأنية ثم توقفت تحت ضوء مصباح ينافس ضوؤه نور القمر الذي انسكب على وجهها فصافحه مبتسما وصار يغازله، كانت جميلة رشيقة، شعرها يتلألأ تحت أنوار المدينة الهادئة التي خلت من سكانها، وكان الريح يحمل شعرها وينثر عليه حبات الثلج النقية كأنه ينثر عليها أكمام الأزهار ليتساقط أرضا، كان هذا الريح كأمواج تجري في تسابق عجيب وتوافق رهيب، كانت الفتاة تضع عليها وشاحا جميلا تضمه إلى صدرها كأنها تخشى عليه الضياع، فتساءلت إن كنت على القمر كيف سأراها؟؟ نجمة أم زهرة ؟؟ أو ربما ورقة بيضاء..
وعلى مقربة منها شجرة، خلعت أوراقها وارتدت حلة بيضاء وتزينت الطرقات بقطرات الندى وحبات الثلج، في تلك الساعة من الليل عندما كان البدر وراءها، والطرقات المطمئنة أمامه، في عذا الوقت الذي تتقارب فيه درجات برودة الماء مع درجة برودة الثلج فيكثر النسيم الهادئ الممزوج بالموسيقى الصامتة يبعث على النفس الهدوء ولو كان باردا..
هي من مدينة لا نهاية لها، ترى آخرها هو مجرد أفق ثم أفق ثم أفق، إن سرت فيها ستبتلعك، نعم ، تبتلعك، أمام كل هذا صرت كأنني مجنونة أو جاهلة أترك متعة دائمة لمتعة لحظات قليلة..